اشعار عن الحب والغزل
أجمل أبيات العشق
يتخلّل الحب حياة صاحبه، ويُصيب قلب العاشق بالغيرة واللّهفة والحرقة والعذاب حتّى يصبح غراماً، وسنتحدّث في هذا المقال عن بعض الأبيات الشعريّة الجميلة في الحب.
تناول الشّعر بكلّ تفاصيله موضوع الحب، والعشق والغرام، ولفت نظرنا جمال القصائد التي قالها العديد من الشعراء في وصف العشق، ولكن عندما يتعلّق الموضوع بأجمل أبيات شعر الحب وأروعها لن نجد أروع وأسمى من شعر المتنبّي ووصفه السّاحر للحب ومعانيه.
المتنبّي في الحب و العشق
وما كنت ممّن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشـق
أغرّك منّي أنّ حبّــك قاتلي
وأنّك مهما تأمري القلب يفعـل
يهواك ما عشت القلب فإن أمت
يتبع صداي صـــداك في الأقبر
أنت النّعيم لقلبي والعذاب له
فما أمـرّك في قلبي وأحــلاك
وما عجبي موت المحبّين في الهوى
ولكنّ بقاء العــاشقين عجــيب
لقد دبّ الهوى لك في فـؤادي
دبـيـب دم الحـياة إلى عـروقي
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما
قتيلاً بكى من حبّ قاتله قبــلي
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
ولا رضيت سـواكم في الهـوى بدلا ً
فيا ليت هذا الحب يعشق مـرّةً
فيعلم ما يلقى المحبّ من الهــجر
عيناكِ نازلتا القلوب فكلّهــا
إمّـا جريـح أو مـصاب الـمقـتـلِ.
وإنّي لأهوى النّوم في غير حينـه
لـعـلّ لـقـاء فـي الـمـنـام يـكون.
ولولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشـقٌ
ولـكـنّ عـزيـز الـعاشقـين ذلـيـل.
نقّل فؤادك حيث شئت من الهـوى
ما الحـبّ إلّا لـلـحـبـيـب الأوّل.
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلّها ففـي
وجـه مـن تـهوى جمـيع الـمحـاسن
لا تحـارب بنـاظريك فـــؤادي
فـضـعيـفـان يـغـلـبـان قـويّــاً
إذا ما رأت عـيـني جمـالـك مـقبلاً
وحـقّك يـا روحـي سـكرت بلا شرب
كـتـب الـدّمع بخـدّي عـهـده
لـلـهوى والـشـوق يمـلي ما كـتـب.
أحـبّك حُـبـّين حـبّ الـهـوى
وحــبــاً لأنـّـك أهـل لـذاك
رأيـت بهـا بدراً على الأرض ماشـيـاً
ولـم أر بـدراً قـطّ يـمشـي عـلـى الأرض.
قـالوا الفراق غـداً لا شك قـلت لهـم
بـل موت نـفسي مـن قـبل الـفراق غـداً.
قفي ودعيـنا قبل وشك التفـــرّق
فمـا أنا مـن يـحيا إلـى حـيـن نلـتقي
قبّلتها ورشـفـت خمرة ريـقـهــا
فوجدت نـارَ صـبـابةٍ فـي كـوثـــر
ضممـتـك حتّى قلت نـاري قد انطـفت
فـلـم تـطـفَ نـيـراني وزيـد وقـودهـا.
لأخرجنّ من الدّنيـــا وحبّكـم
بين الـجوانح لم يـشــعر بـه أحـد.
تتبع الهوى روحـي في مسالكه حـتـى
جـرى الحبّ مجرى الروح في الجســـد.
أحبّك حبّاً لو يفض يسيره علــى
الـخلق مات الـخلـق من شدّة الـحبّ.
فقلت: كما شاءت وشاء لها الهـــوى
قـتـيلك قـالت : أيـّهـم فـهم كـثـر.
أنـت مـاضٍ وفي يديك فــؤادي
ردّ قلـبـي وحـيث ما شـئـت فـامضِ.
ولي فؤاد إذا طال العذاب بــه
هـام اشـتـيـاقـاً إلـى لـقـيـا مـعـذّبـه.
ما عالج النّاس مثل الحبّ من سقـــم
و لا بـرى مـثـلـه عـظـما ًو لا جــداً.
قامت تـظـلّـلـنـي ومن عجــب
شـمـس تــظـلّلـنـي متن الـشـمـس.
هجرتك حتّى قيل لا يعــرف الهــوى
وزرتـك حـتّى قـيل لـيـس لـه صـبــراً
قـالت جنـنت بمن تهوى فقلت لهــــا
الـعـشـق أعـظـم مـمّـا بالـمـجـانـين
ولو خلط الـسـمّ المــذاب بريقهـا
وأسـقيـت مـنه نـهـلـةً لـبـريــت
وقلت شهودي في هواك كـثيرة
وأَصـدَقهَـا قـلـبي ودمـعـي مـسـفـوح.
أرد إليه نظرتي و هـــو غافـل
لـتسرق مـنه عـيـني ما لـيس داريــا.
لها القمر الساري شـقيـق وإنّهـا
لـتـطـلـع أحـيـانـاً لـه فـيـغـيب.
وإن حكمت جـارت عليّ بحكمها
ولـكن ذلـك الـجور أشـهى من العدل.
ملكت قـلبي وأنـت فـيـه
كـيـف حـويـت الّـذي حـواكـا.
قـل لـلأحبّة كيف أنـعم بعدكـم
وأنـا الـمـسافر والـقـلب مقـيـم.
عـذّبـيني بـكلّ شـيء سـوى
الـصدّ فمـا ذقـت كالـصّـدود عـذابـاً.
وقد قـادت فؤادي في هـواهـا
وطـاع لـهـا الفؤاد ومـاعـصـاهــا.
خـضـعت لـهـا في الحبّ من بعد عزّتي
وكـلّ محبٍّ لـلأحـبّـة خـاضـع.
ولقد عهدت الـنار شـيـمـتها الـهـدى
وبـنار خدّيـك كلّ قـلـب حائر.
عـذّبـي ما شئـت قـلـبـي عـذبـي
فـعذاب الحبّ أسـمـى مطلـبـي.
بعـضي بـنـار الهجر مات حريـقاً
والـبعض أضحـى بالدّموع غـريقـاً.
قـتل الـورد نـفسه حـسداً مـنك
وألـقى دمـاه في وجـنــتــيـك.
اعـتـيادي على غـيـابـك صـعـب
واعـتيادي على حـضورك أصعـب.
قد تـسرّبـت في مـسامات جـلدي
مـثلما قـطرة الـنّـدى تـتـسـرّب.
لـك عندي وإن تـنـاسـيـت عـهـد
في صميم القلب غـيـرنكـيث